الشفقة بالذات والآخرين (رؤية من منظور علم النفس الايجابي)

تعد الشفقة بالذات من احدث المتغيرات على ساحة علم النفس الإيجابي، والتي تلعب دورا مهما في حياة الفرد النفسية والاجتماعية، ويقصد بها اتجاها ايجابيا يتخذه الفرد نحو ذاته، بحيث يكون متفهماً ورحيماً بذاته في حالات الألم أو الإخفاق، بدلاً من أن يكون شديد النقد واللوم لها، وهذا يعني معايشة الفرد لآلامه ومعاناته بشكل واع وعدم التهرب منها مدركا أن لحظات الفشل لحظات عامة يمر بها الجميع، ودون اصدار أحكام تلقائية سلبية نحو الذات، وبالتالي فإن الشفقة بالذات تساعد الفرد في تحويل المشاعر من المعاناة إلى الشعور بالدفء والتواصل مع الآخرين، مع تقليل النقد الذاتي السلبي وعدم الشعور بالتقصير، ومسامحة الذات في حالة ارتكاب الأخطاء، كما تساعد الفرد على تحمل المسئولية وعدم التوقف عن الأمل لمجرد أنه تعرض للفشل أو الاخفاق، كما يعكس المفهوم القدرة على تطويع الإرادة وإثبات جدارة الذات، ونظرا لأهمية متغير الشفقة بالذات تحاول الدراسة الحالية تناوله بشيء من التفصيل والتحليل من حيث المفهوم، والابعاد، والدراسات العربية والأجنبية التي تناولته، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وقد أكدت نتائج الدراسة على أهمية متغير الشفقة بالذات وتأثيره الايجابي على جودة الحياة, والرفاه النفسي، والصحة النفسية للفرد، كما أشارت النتائج إلى تضمن المفهوم لثلاثة ابعاد رئيسة هي اللطف بالذات والآخرين، والانسانية المشتركة، واليقظة العقلية. وفي ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة أوصت الدراسة بعدة توصيات منها ضرورة تطوير برامج ارشادية وتفعيلها في البيئة العربية؛ لتحسين الشفقة بالذات لدى مختلف الفئات العمرية، سواء العاديين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، أيضا ضرورة تضمين البرامج التأهيلية لذوي الأمراض العضوية المزمنة تحسين الشفقة بالذات لديهم.